المصدر: Food and Agriculture Organization (FAO) |

حملة التطعيم الطارئة للثروة الحيوانية في جنوب السودان معرضة للخطر اذا لم يتم الحصول على مزيد من التمويل

الحفاظ على حياة وصحة الحيوانات ضروري لمكافحة الجوع - نداء إلى الجهات المانحة

JUBA, جنوب السودان, يناير 24/APO Group/ --

تسعى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للحصول على 7.5 مليون دولار لإطلاق حملة طارئة بالغة الأهمية لتطعيم الماشية في جنوب السودان.

وتطلع الفاو لحماية قرابة 9 مليون رأس ماشية (30 بالمئة من إجمالي المواشي في البلاد)، بارتفاع من 6 مليون في 2017 - لمحاربة التفشي المتزايد والمتكرر لأمراض الحيوانات. وإلى اليوم، لا تملك الفاو سوى ربع التمويل الذي تحتاجه (2.5 مليون دولار من أصل 10 ملايين).

ويعتبر الحفاظ على حياة الماشية وصحتها أمر في غاية الأهمية في دولة يعتمد معظم سكانها على المواشي للبقاء على قيد الحياة، بينما يعاني النصف الآخر من السكان الجوع الشديد.

وقال سيرج تيسوت، ممثل الفاو في جنوب السودان: "في معظم مناطق البلاد، تعتبر الفاو وشركاءها المزود الرئيسي للمطاعيم. نحن نحاول أن نصل لأكبرعدد ممكن من الماشية. إذا انتظرنا شهرين آخرين، ستبدأ الأمطار بالانهمار الشديد، وستعزل نصف البلاد تقريباً بشكل كامل أو سيصبح من الصعب جدا الوصول إليها، وسيحتجز عدد كبير من الحيوانات في ظروف تعد مستحيلة للحياة".

وأضاف تيسوت قائلا:" قمنا بتطعيم 300,000 رأس ماشية حتى الآن ضد الأمراض السائدة مثل مرض الساق الأسود، والتسمم الدموي النزفي، والجمرة الخبيثة، في منطقة العويل، شمال غرب البلاد.

وقد أخبرنا المزارعون هناك أن مواشيهم مريضة منذ أشهر طويلة، ووصلنا هناك في الوقت المناسب للتحقق من الوضع وتوفير الرعاية الصحية الضرورية واللقاحات من أجل حماية مواشيهم ضد الأمراض الخطيرة. ومع ذلك، ففي حال عدم تلقينا المزيد من الأموال، لن نتمكن من الوصول إلى غيرهم من المزارعين الذين يواجهون نفس المخاوف، مما سيؤدي بالتالي إلى فقدانهم سبل عيشهم".

وقال كير ماوين، أحد رعاة المواشي في العويل :"عندما مرضت أغنامي، استخدمت بعض الأعشاب من الغابة في علاجها لعدم وجود الأدوية في هذه المنطقة. لكن دون جدوى. فقدت الأغنام وزنها وبدأ المرض يظهر على صوفها وشعرها. والآن توقفت عن الأكل وأنا خائف من أن تنفق قريباً".

ويضطر سكان المناطق الريفية إلى إعطاء الأعشاب لأغنامهم المريضة أو الذهاب إلى أقرب مدينة التي غالباً ما يستمر الوصول إليها بضعة أيام سيراً على الأقدام، ليكتشفوا في النهاية أنه لا توجد أدوية بيطرية أو أنها باهظة الثمن.

إن الـ 7.5 مليون دولار التي تحتاجها الفاو لا تغطي تكاليف المطاعيم فحسب، بل ستبني أيضا ثلاث سلاسل لأجهزة التبريد في المناطق النائية. وهذا من شأنه أن يساعد في معالجة بعض الثغرات الخطيرة في خدمات الرعاية الصحية والأدوية للماشية في جنوب السودان وهي بعد المسافة، والمناخ الحار(معدل درجات الحرارة من 30 إلى 45 درجة مئوية خلال الأشهر الحارة)، وانعدام البنية التحتية والخدمات الصحية.

وتابع تيسوت:" بالنسبة لسكان جنوب السودان، الماشية تعني الحياة، فهي "تطرد الجوع" كما يقول المزراعون. فالماشية ليست مجرد مصدر رئيسي للطعام المغذي، لكنها أيضاً بمثابة شبكة أمان، فعند مواجهة أية حالة طوارئ، بإمكان المزارعين بيع رأس من الماشية لتغطية الاحتياجات الطارئة الأخرى".

ولتعزيز الصمود والتأكد من توفير خدمات الرعاية الصحية الحيوانية بشكل أفضل، أنشأت الفاو شبكة من العاملين المحليين في مجال الصحة الحيوانية.

وحتى الآن، تم تدريب 1,000 موظف في خدمات الصحة الحيوانية المحلية، ويقومون حالياً بإجراء فحوص روتينية وتقديم اللقاحات للماشية كجزء من برنامج الفاو للاستجابة لحالات طوارئ الثروة الحيوانية.

وساهم دعم نظام مستدام لعاملي الصحة المحليين بشكل كبير في تقديم الرعاية الصحية الكافية بالإضافة، إلى القيام بحملات التطعيم الوقائية والطارئة.

وفي 2018، تسعى الفاو لتدريب 1,000 شخص آخرين في خدمات الصحة الحيوانية المحلية من أجل توسيع توفر الخدمات البيطرية. وتواصل الفاو عملها مع مجموعات نسائية لتعزيز الأعمال التجارية الصغيرة مثل تزويد وبيع المنتجات الحيوانية مثل الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.

وأصبح عمل الفاو ممكنا في جنوب السودان بفضل دعم كل من: الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الدنمارك، كندا، اليابان، النرويج، البنك الدولي، المملكة المتحدة، سويسرا، هولندا، الصندوق الإنساني المشترك لجنوب السودان، والكويت.

زعتها APO Group نيابة عن Food and Agriculture Organization (FAO).