تحدث البروفيسور بنديكت أوراما، الرئيس ورئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، يوم الجمعة، عن كيف يمكن لأفريقيا وبقية العالم النامي أن تناور التحديات الناشئة التي يمثلها تراجع العولمة غير المسبوق في العالم والتي من المحتمل أن تحقق أو تفسد تقدمها الاقتصادي في السنوات المقبلة.

ألقى البروفيسور أوراما محاضرة بعنوان "الطريق التجاري إلى الحد من الفقر في أفريقيا في عالم يتجه نحو العولمة" في محاضرة مؤسسة غودي جيدينما الثامنة لفترة السنتين في لاغوس، وأشار إلى أن الاقتصاد العالمي قد تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأصبح أكثر انقسامًا وتجزؤًا بينما تم تفكيك الركائز الأساسية التي تدعم النمو العالمي والحد من الفقر.

وحذر من أن "العالم يتراجع عن العولمة بوتيرة غير مسبوقة، وقد تكون الآثار المترتبة على البلدان النامية وخيمة".

وأخبر البروفيسور أوراما الضيوف أن اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية توفر فرصة لأفريقيا لتأخذ مصيرها بأيديها من خلال فتح سلاسل التوريد الإقليمية التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية.

وقال الرئيس، مستشهداً بتقديرات البنك الدولي، إن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ستنتشل 30 مليون أفريقي من الفقر المدقع وستعزز دخل ما يقرب من 68 مليون آخرين يعيشون على أقل من 5.50 دولار أمريكي في اليوم؛ وستعزز دخل أفريقيا بنسبة 7 في المائة إلى 450 مليار دولار بحلول عام 2035؛ وستزيد صادرات أفريقيا بمقدار 560 مليار دولار أمريكي، معظمها في مجال التصنيع؛ وستحفز زيادة الأجور بنسبة 10.5 في المائة للنساء و9.9 في المائة للرجال؛ وستعزز أجور العمال المهرة وغير المهرة.

وأشار إلى أن 54 دولة قد وقعت على الاتفاقية، وصدقت عليها 47 دولة، وأعلن أن أفريكسيم بنك وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية قد أنشآ صندوق تكيف لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتقديم تعويضات للبلدان المؤهلة عن خسائر إيرادات التعريفة الجمركية نتيجة لتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. كما سيوفر صندوق التكيف التمويل للبلدان والشركات لتمكينها من التكيف بطريقة منظمة مع نظام التداول الجديد.

قال البروفيسور أوراما بأنه لتجنب الوقوع ضحية للسخط الذي أثر سلبًا على العولمة، يجب أن تستكمل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بحرية حركة الأفريقيين في جميع أنحاء القارة، مع الحق في العمل، مضيفًا أنه لمعالجة العائق الذي يشكله عدم الوصول إلى المعلومات التجارية والاستثمارية، يقدم أفريكسيم بنك منصة معلومات تجارية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحت اسم العلامة التجارية Tradar Intelligence. وللسبب نفسه، كان البنك يتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وغيرها لاستضافة المعرض التجاري الأفريقي الذي يقام كل سنتين والذي جذبت دوراته الثلاث الأولى التي عقدت منذ عام 2018 أكثر من 70 ألف زائر و4000 عارض وحوالي 120 مليار دولار أمريكي.

علاوة على ذلك، وكحل لأنظمة الدفع المجزأة البالغ عددها 42 نظامًا في جميع أنحاء أفريقيا، أطلق البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، بالشراكة مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، النظام الأفريقي للدفع والتسوية (PAPPS)، الذي يدمج جميع المدفوعات التجارية بين البلدان الأفريقية. كان أفريكسيم بنك يدعم هذا النظام من خلال صندوق تسوية بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي. بحلول مايو 2024، سيتم أيضًا إطلاق منصة أفريقية لتداول العملات تحت رعاية النظام الأفريقي للدفع والتسوية.

وقال البروفيسور أوراما: "أصبح من الممكن الآن للمزارع الصغير في ملاوي استخدام هاتفه الجوال لشراء فيلم بث من نوليوود والدفع في كواشا الملاوية بينما يستقبل البائع في نيجيريا نايرا". "نحن نقترب من المرحلة التي يمكن فيها للمصري شراء أسهم في البورصة النيجيرية، والدفع بالجنيه المصري".

وأضاف أنه من الضروري أيضًا سد فجوة تمويل التجارة الأفريقية البينية، والتي تقدر بأكثر من 50 مليار دولار أمريكي سنويًا، قائلاً إن شعبة التجارة الأفريقية البينية في أفريكسيم بنك صرفت أكثر من 40 مليار دولار أمريكي منذ عام 2016، مع حوالي 11 مليار دولار أمريكي غير مسددة، وهو ما يمثل حوالي 28 في المائة من محفظة قروض البنك. 

تشمل الأنشطة الأخرى التي قام بها البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد إطلاق نظام  أفريقي تعاوني لضمان عبور السلع، والذي يجعل من الممكن استخدام سند عبور واحد لعبور حدود متعددة، وبالتالي معالجة التحديات التي تواجهها البلدان غير الساحلية الستة عشر في القارة ؛  ودعم مواءمة المعايير التجارية من خلال المنظمة الإقليمية الأفريقية للمعايير (ARSO) التي شهدت مواءمة حوالي 155 معيارًا، وكذلك إنشاء المركز الأفريقي لضمان الجودة (AQAC)، وهو شركة تابعة غير مباشرة للبنك، والتي كانت تقوم بتطوير مراكز الاختبار والتفتيش وإصدار الشهادات في البلدان التي كانت فيها البنية التحتية للجودة ضعيفة.

وقال إن البنك يدعم أيضًا ظهور شركات تجارة الصادرات (ETCs) في جميع أنحاء إفريقيا للعمل كمجمعات من أجل خلق حجم كبير من التجارة لجذب قيمة أكبر وتحمل المنافسة. وأوضح أنه نظرًا لأن الشركات الصغيرة والمتوسطة في إفريقيا والمناطق النامية الأخرى التي تشارك مباشرة في التجارة العالمية يجب أن تتنافس مع الشركات متعددة الجنسيات والشركات الكبيرة بشكل كبير، فإنها تجعل فرص النجاح أو البقاء على قيد الحياة ضئيلة، إن لم تكن منعدمة.

تُعقد محاضرة غودي جيدينما لفترة السنتين لتخليد ذكرى غودي جيدينما، المهندس المعماري النيجيري الرائد الذي توفي في عام 2006. 

وكان من بين المتحدثين الذين تناولوا الكلمة أولا البروفيسور علي مزروعي، وهو عالم سياسي أفريقي مشهور دوليًا، والبروفيسور إيلايغو، رئيس معهد الحوكمة والبحوث الاجتماعية، في مدينة جوس، نيجيريا، والبروفيسور بات أوتومي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز القيم في القيادة، والبروفيسور كينجسلي موغالو، وهو مرشح سابق في الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، والبروفيسور باتريك لوخ أوتينو لومومبا وهو شخصية أفريقية بارزة، والبروفيسور أتاهيرو جيغا، الرئيس السابق للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في نيجيريا.