المصدر: International Committee of the Red Cross (ICRC) |

فيروس كورونا - ليبيا: سبها تكافح لمواجهة انتشار كوفید-19 وتداعیاته الاقتصادیة

NEW YORK, الولايات المتحدة الأمريكية, 2020 يونيو 16/APO Group/ --

یؤدي طاقم التمریض في مركز سبها الطبي بجنوب لیبیا العمل الذي تدرب علیه، لا یصرفه عن ذلك نزاع أو جائحة كورونا.

رئیسة التمریض، السیدة فاطمة إمطیر وزملاؤها الـ 16 لم یغادروا المركز منذ ظهور أولى حالات الإصابة بكوفید-19 فيالمدینة قبل أكثر من شهر. هم یسعون إلى رعایة مرضاهم، وحریصون في الوقت ذاته على ألا یعرضوا صحة أفراد عائلاتهمللخطر.

تقول فاطمة: "لم أغادر المستشفى منذ 38 یومًا. أفتقد أبنائي وأحفادي كثیرًا، ولا أحد یعلم متى سنخرج من أزمة كوفید-19. لاأستطیع معانقة أبنائي، ولا أستطیع حتى أن أصف شعوري حیال ذلك".

اعتادت فاطمة العمل في ظروف صعبة، ولكن بعدها عن عائلتها، وخصوصًا بسبب أمها مریضة السرطان، یمثل تحدیًا موجِعًالم تعهده من قبل.

توضح قائلة: "شهدت كل الأحداث التي وقعت منذ عام 2011، ولم أتخلف یومًا عن العمل بالمستشفى".

"ولكن في ظل هذه الجائحة، لا أستطیع مغادرة المستشفى أو معانقة أبويّ. لا أعلم إن كنت سأراهما ثانیة".

تشهد سبها حالیًا ارتفاعًا سریعًا في حالات الإصابة بالفیروس. في عیادة أمراض الجهاز التنفسي بالمدینة، أفضى إلینا الدكتورإبراهیم صالح الزوي بشواغله بشأن قدرته وقدرة فریقه على التعامل مع الوضع.

"نواجه تحدیات جمة، على سبیل المثال، سجلنا في خلال شهر واحد مئات الحالات. أعتقد أن الوضع كارثي، وأخشى أنه إذاتجاوز عدد الحالات الإیجابیة 500 حالة، سنفقد السیطرة على الأمور".

"لن نستطیع تلبیة الاحتیاجات، إذ لیس لدینا سوى عدد محدود من الأطباء. الفریق الطبي بأسره محدود الموارد جدًا؛ فلا یستطیعالتعامل سوى مع عدد یتراوح بین 400 إلى 500 مریض. وإذا تجاوزت الحالات النشطة هذا العدد، أخشى أننا سنرفع الرایةالبیضاء".

خضعت سبها للإغلاق بسبب جائحة كوفید-19، وبسبب هذا الوضع لم یتمكن كثیر من الناس من الذهاب إلى أعمالهم وكسبالرزق. وكما یشرح ولید الزیداني، أحد سكان سبها، لم تحتمل كثیر من الأسر البقاء في المنازل لمدة أطول بعد بضعة أسابیعمن تطبیق الإغلاق.

"في الوقت الذي اكُتشفت فیه أول حالة إصابة بكوفید-19 في سبها، كان الإنهاك والقلق قد بلغا من الناس مبلغهما. لم یحتملواالبقاء في المنازل لمدة أطول من دون عمل أو دخل".

منذ عام 2011، مرت السنوات عجافًا بالنسبة إلى كثیر من اللیبیین. إذ ساد المشهد خلالها النزاع والدمار وانعدام الأمن. منحق كل فرد أن ینعم بالأمان وبفرصة لكسب العیش، لكن یبدو ذلك مستحیلًا بالنسبة إلى سلمى حسن رمضان، التي جاءت إلىسبها فرارًا من القتال الدائر في طرابلس.

تقول سلمى: "واجهنا متاعب كثیرة في طرابلس. ظللنا هناك سنة كاملة على الرغم من القتال. إلى أن جاء مسلحون قبل ثلاثةأیام من حلول شهر رمضان وطلبوا مّنا المغادرة. وعندما عدنا، لم نجد شیئًا. استعرت هذا الشال من صدیقة لي، إذ أخذت معظمملابسي ووضعت في حقائب وسُرِقت، وُأحرق الباقي".

1/2

ولا تختلف حالتها عما حدث مع كثیر من الأسر النازحة في غرب لیبیا. ولهؤلاء ولكثیرین غیرهم من الأسر التي أجبرت علىالبقاء في الحجر المنزلي، ممن ثبتت إصابة مُعیلیها بكوفید-19، تقدم اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر (اللجنة الدولیة) الطرودالغذائیة، ومجموعات مستلزمات النظافة الصحیة، ومواد التطهیر.

ویوضح رئیس فریق الاستجابة للطوارئ بالهلال الأحمر اللیبي، السید نضال أبو بكر قائلًا: "نحاول تأمین احتیاجات هذه الأسرمن المواد الغذائیة ومستلزمات النظافة الصحیة، بالإضافة إلى بعض المستلزمات الطبیة التي قد تحتاج إلیها في أثناء فترةالحجر".

كما تزود اللجنة الدولیة مراكز الرعایة الصحیة في سبها بمعدات الحمایة الشخصیة ومواد التطهیر، وتدرب مئات العاملین فيمجال الرعایة الصحیة ومتطوعي الهلال الأحمر اللیبي على ممارسات التطهیر السلیمة والاستخدام الصحیح لمعدات الحمایةالشخصیة.

غیر أن ثمة مصاعب تلوح في الأفق بالنسبة للعاملین في مجال الرعایة الصحیة في سبها على مدار الأیام والأسابیع المقبلة. ففيالمركز الطبي الذي تعمل به فاطمة إمطیر، أوقع الفیروس عددًا من الموظفین.

تقول: "الیوم بعد 38 یومًا في المستشفى، جاءت نتائج تحالیل بعض الممرضین إیجابیة".

"وهذا أمر مؤلم بحق، لقد كان هؤلاء یؤدون عملهم بتفانٍ وهم لا یعلمون أن المرضى الذین یرعونهم مصابون بالعدوى".

لكن فاطمة وفریقها ماضون في أداء عملهم، ولن یتوانوا عن تقدیم الرعایة لجمیع المرضى الذین یلجؤون إلیهم طلبًا للمساعدة.

وستواصل اللجنة الدولیة والهلال الأحمر اللیبي في سبها بذل كل ما بوسعهما من أجل ضمان توفیر ظروف آمنة للعاملین فيمجال الرعایة الصحیة ومرضاهم في ظل هذه الجائحة.

حقائق أساسیة

·         %44 من حالات كوفید-19 في لیبیا سُجلت في سبها

·         أكثر من 20 طبیبًا وعاملًا في مجال الرعایة الصحیة في سبها ثبتت أصابتهم بكوفید-19

·         من بین 1,151 حالة نشطة في لیبیا (بتاریخ 15 تموز/یولیو) هناك 486 حالة في سبها

زعتها APO Group نيابة عن International Committee of the Red Cross (ICRC).