المصدر: Food and Agriculture Organization (FAO) |

أزمة الجوع في نيجيريا تتفاقم وتصل إلى حوض بحيرة تشاد

منظمات الأمم المتحدة وعدد من الحكومات تلتقي في قمة أوسلو لمعالجة الحالة الإنسانية الطارئة المتسعة

ROME, إيطاليا, يناير 24/APO/ --

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أنه مع استمرار النزاع وحالة عدم الاستقرار، فإن وضع الأمن الغذائي في نيجيريا وحوض بحيرة تشاد يتدهور بشكل كبير، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل وحاسم لحماية سبل عيش ملايين العائلات التي تعتمد على الزراعة والماشية وصيد الأسماك في غذائها وسبل عيشها.

ومع بدء موسم الزرع التالي في أيار/مايو المقبل، ومع ندرة علف الحيوانات ونقاط المياه خلال موسم العجاف، فإنه من الضروري جداً أن تصل بذور وأدوات المحاصيل والدعم اللازم للماشية إلى العائلات بشكل عاجل للحد من نطاق الأزمة المتدهورة التي تشمل حالياً أربع دول هي الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا.

ويعاني حالياً نحو 7.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في الدول الأربع. ومن بين هؤلاء 515,000 طفل يعانون من سوء التغذية الشديد الحاد وهي الحالة التي يمكن أن تؤدي في حال لم تعالج إلى الإضرار في نمو الطفل وربما إلى الموت.

ومنظمة الفاو هي من بين وكالات الأمم المتحدة والحكومات التي تشارك في مؤتمر أوسلو للشؤون الإنسانية المنعقد اليوم والذي تم تنظيمه لجمع التمويل الدولي للمنطقة التي تعاني من أزمة والتي يعتمد 80-90 بالمئة من سكانها في سبل عيشهم على الزراعة وصيد الأسماك ورعي الماشية.

وقال مدير شعبة الطوارئ والتأهيل في الفاو دومينيك بورجون: "لا يزال شبح المجاعة يخيم على المناطق الأكثر تضرراً ولا يزال الملايين عالقين في دائرة الجوع الحاد إذا لم نمكّن المزارعين من بدء جمع محاصيلهم الآن". وأشار إلى أن "جهودنا المجتمعة لا يمكن أن تقتصر فقط على تجنب حدوث مجاعة واسعة، بل يجب أن تسمح للناس بالعودة إلى عيش حياة كريمة. ودعم الزراعة هو أمر أساسي لتحقيق الهدفين".

وقال بورجون إنه إلى جانب خفض الجوع وتعزيز التغذية فإن الاستثمار في المزارعين سيوفر كذلك فرص العمل التي يحتاجها السكان بشدة والتي من شأنها أن تقلل الهجرة وتحد من احتمال تطرف الشباب العاطلين عن العمل.

انتشار الأزمة عبر الحدود

لقد انتشر العنف المرتبط بجماعة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا إلى أجزاء من الدول المجاورة في حوض بحيرة تشاد وخاصة أقصى شمال الكاميرون وغرب تشاد وجنوب شرق النيجر. وأدى ذلك إلى تأثيرات مدمرة على أمن الغذاء وسبل العيش.

ومع اقتراب منطقة حوض بحيرة تشاد من المرحلة الحرجة في تقويم الزراعة، فإن الفاو تدعو إلى جمع 30 مليون دولار بشكل عاجل للدعم الطارئ المباشر لمساعدة عائلات المزارعين في الدول الأربع على الاستعداد للزراعة في موسم أيار/مايو للزراعة، والحيلولة دون بلوغ هذه العائلات مرحلة الاعتماد على المساعدات الغذائية على المدى الطويل.

ويلزم إجمالي 232 مليون دولار لضمان إنتاج الغذاء وحصول ثلاثة ملايين شخص على الغذاء في المناطق الأكثر تضررا خلال السنوات الثلاث المقبلة. والغالبية العظمى من الأموال المطلوبة – نحو 191 مليون دولار – مخصصة لنيجيريا التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة.

العنف والنزوح محركان للجوع الشديد

لقد تسبب العنف في نزوح الملايين في الدول الأربع من منازلهم وعرقل الوصول إلى الأراضي والممتلكات الزراعية وهو ما أدى إلى خلق احتياجات إنسانية واسعة في منطقة تعاني أصلاً من انعدام الأمن الغذائي والفقر والتدهور البيئي. وتواجه المجتمعات المضيفة بشكل خاص منذ العديد من السنوات صعوبة في إطعام النازحين إضافة إلى سكان البلاد الأصليين.

ومع تحسن إمكانية وصول المساعدات الإنسانية، فقد تكشفت فداحة تأثير النزاع، وحان وقت دعم السكان الذين بقوا في أراضيهم وهؤلاء الذين يقررون العودة إلى سبل عيشهم الأصلية.

في ولاية بورنو وحدها زاد عدد السكان في مراحل الأزمة والطوارئ والكارثة من مراحل الأمن الغذائي (المراحل من 3-5 على مقياس تعتمده المنظمات الإنسانية مكون من خمس مراحل) من مليونين في آب/اغسطس 2016 إلى 3.3 مليون في تشرين الأول/أكتوبر – كانون الأول/ديسمبر 2016. والأكثر تضرراً في هذه المجموعة لا يستطيعون إطعام أنفسهم واستنفدوا جميع الموارد ببيع ممتلكاتهم ومن بينها البذور والأدوات والحيوانات. وإذا لم يتم التدخل فإنه من المتوقع أن يرتفع العدد إلى 3.6 مليون في ذروة موسم العجاف في آب/أغسطس 2017.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يواجه 120,000 شخص ظروف المجاعة في نيجيريا. ويتوقع أن تكون الغالبية العظمى منهم – نحو 96% - في ولاية بورنو.

استهداف الفئات الأكثر ضعفاً

ويجب أن تترافق المساعدات الزراعية الطارئة مع المساعدات الغذائية حتى تحقق النجاح طوال موسم العجاف. ولتحقيق ذلك، فإن الفاو تتعاون مع برنامج الأغذية العالمي لضمان حصول العائلات الأكثر ضعفاً – بشكل خاص العائلات النازحة والمجتمعات المضيفة – على المساعدات الغذائية والدعم الزراعي المستند إلى الزراعة على شكل توفير البذور والأدوات والأسمدة في الوقت نفسه. وبهذه الطريقة ستتمكن هذه العائلات من استعادة وحماية سبل عيشها وممتلكاتها الزراعية وإنتاج الغذاء المستمر.

وتركز استراتيجية الفاو الطويلة الأمد لمنطقة بحيرة تشاد (رابط) بشكل خاص على دعم اللاجئين وعائلات النازحين والمجتمعات المضيفة إضافة إلى الجماعات الأكثر ضعفاً في هذه الأزمة. وتركز التدخلات على تحسين أمنهم الغذائي والتغذوي وبناء صمودهم حتى يكونوا مجهزين بشكل أفضل لمواجهة صدمات المستقبل. وإضافة إلى ذلك فإن استعادة سبل الحياة المعتمدة على الزراعة سيوفر فرصة فريدة لتمهيد الطريق لانتعاش المناطق المتأثرة وإحلال السلام فيها.

وتشتمل هذه الاستراتيجية على توفير المدخلات الزراعية والمتعلقة بسبل العيش، وليس ذلك فحسب بل كذلك توفير التدريب الفني والتحويلات النقدية والإرشادات المتعلقة بإدارة الموارد الطبيعية ودعم إنشاء صناديق مالية تديرها المجتمعات تزيد من القدرة على مواجهة الصدمات.

زعتها APO Group نيابة عن Food and Agriculture Organization (FAO).