المصدر: Food and Agriculture Organization (FAO) |

وكالات الأمم المتحدة تحذر من مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان

أكثر من ثلث سكان جنوب السودان في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية والزراعية والتغذوية وسط خطر حدوث كوارث في أجزاء جنوب السودان

ROME, إيطاليا, يونيو 29/APO/ --

حذرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن نحو 4.8 مليون شخص في جنوب السودان، أي أكثر من ثلث السكان، سيعانون من نقص حاد في الغذاء خلال الأشهر القادمة، وسط تزايد مخاطر حدوث مجاعة كارثية في أجزاء من ذلك البلد.   

وشددت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي بأنَّ الوضع المتدهور في جنوب السودان سيؤدي إلى ارتفاع عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أن هذا الوضع يتزامن مع موسم العجاف السنوي الطويل والقاسي على نحو غير معتاد، حيث استنفدت خلاله العائلات مخزونها من الطعام ولا يتوقع جني المحاصيل الجديدة قبل شهر آب/أغسطس القادم.

وبحسب تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي" الذي أصدرته اليوم حكومة جنوب السودان وثلاث وكالات أممية وشركاء في مجال الإغاثة الإنسانية، يُتَوَقَعْ أن يصل عدد الأشخاص الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية وزراعية وتغذوية إلى 4.8 مليون خلال تموز/يوليو مقارنة مع 4.3 مليون شخص في نيسان/إبريل من نفس العام. ويعتبر هذا أعلى مستوى من الجوع تشهده جنوب السودان منذ بدء النزاع قبل عامين ونصف. ولا يشمل هذا العدد 350 ألف شخص يقيمون في المناطق المدنية الخاضعة لحماية الأمم المتحدة وفي مخيمات النازحين والذين يعتمدون في الوقت الحالي اعتماداً كاملاً على المساعدات الإنسانية. 

وَصَرَّحَ ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو في جنوب السودان سيرج تيسوت: "نحن قلقون للغاية من انتشار انعدام الأمن الغذائي إلى خارج مناطق النزاع، إذ أن ارتفاع الأسعار والطرق غير السالكة والأسواق المضطربة تمنع العائلات، بما في ذلك العائلات المقيمة في البلدات والمدن، من الحصول على الغذاء". 

ويجبر انعدام الأمن الغذائي والنزاع الكثير من العائلات على ترك جنوب السودان والإنتقال إلى الدول المجاورة. فخلال الأشهر القليلة الماضية، عبر 100 ألف شخص الحدود من جنوب السودان إلى السودان، وكينيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 150 ألف شخص بنهاية شهر حزيران/يونيو.

وصرح ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف في جنوب السودان، ماهيمبو مدو "إن مستويات سوء التغذية بين الأطفال مازالت مقلقة للغاية. فمنذ بداية العام، تلقى أكثر من 75 ألف طفل علاج لإصابتهم بسوء التغذية الحاد.  ويشكل ذلك زيادة بنسبة 40% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وزيادة بنسبة 150% منذ 2014".  

وستستمر منظمة الفاو ومنظمة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع عدد كبير من المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية في تقديم دعم لإنقاذ الحياة وسبل المعيشة في ظل هذه الظروف الصعبة.

وقالت المديرة القُطرية لبرنامج الأغذية العالمي بجنوب السودان جويس لوما: "نشهد حالياً زيادة حادة في الاحتياجات في مناطق جديدة ومن بينها: ولاية شرق الاستوائية وولاية غرب بحر الغزال، حيث وصلت معدلات سوء التغذية في بعض الأماكن إلى مستويات خطرة.  بدأنا بزيادة الدعم الغذائي والتغذوي، ولكن لا يزال يتعين تقديم المزيد لمنع تدهور الأوضاع خلال موسم العجاف".

تخطط منظمة الفاو في 2016 لتقديم دعم طارئ لسبل المعيشة إلى 3.1 مليون شخص في جنوب السودان. وتوزع منظمة (الفاو) حالياَ أكثر من نصف مليون أداة لجني المحاصيل وصيد الأسماك، وتقدم المساعدة في تحسين الإنتاج الحيواني من خلال تلقيح 11 مليون حيوان.

وبسبب الارتفاع الكبير في معدلات سوء التغذية، قدمت منظمة اليونيسيف العلاج لـ 45% من مجموع عدد الأطفال المخطط والبالغ 166 ألف طفل طوال السنة خلال الأشهر الأربعة الأولى.   

ويخطط برنامج الأغذية العالمي لتقديم المساعدات لـ 3.3 مليون شخص في جنوب السودان هذا العام من خلال حزمة من المساعدات الغذائية الطارئة ودعم تغذوي لإنقاذ الحياة للأمهات والأطفال، ومن خلال المشاريع المجتمعية التي تعمل على خلق الأصول حيثما أمكن ذلك، ووضع برامج شبكات الأمان، مثل توفير الوجبات المدرسية.

زعتها APO Group نيابة عن Food and Agriculture Organization (FAO).