تُعرب منظمة الصحة العالمية عن امتنانها للتبرع السخي الذي قدمه صندوق قطر للتنمية بقيمة مليون دولار أمريكي لدعم عملها الجاري في السودان لمدة عامٍ واحد.

ويأتي هذا الاتفاق في إطار مشروع مشترك أكبر يجمع بين الهلال الأحمر القَطري، وقطر الخيرية لدعم الفئات السكانية المُستضعفة في السودان، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية.

وفي هذا الصدد، صرح الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قائلاً، "يعاني النظام الصحي في السودان منذ سنوات من نقص التمويل، ونقص العاملين، والموارد البشرية، والأدوية، والمواد، والمعدات والإمدادات الطبية." وأضاف، "لقد أدت الفيضانات التي وقعت في السودان مؤخراً إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق النواقل والمياه، مما استلزم بدوره تعزيز ترصُّد الأمراض والتنسيق بشأنها. كما فرضت جائحة كوفيد-19 تحديات إضافية على النظام الصحي. وتأمل المنظمة أن يؤدي النجاح في تنفيذ هذا المشروع التجريبي إلى تعاون طويل الأمد لتعزيز التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها على المستوى الاتحادي ومستوى الولايات في جميع أرجاء السودان."

وفي إطار هذا المشروع، ستعمل المنظمة على بناء قدرات القوى العاملة الصحية في مجال الاستجابة لحالات الطوارئ في الولايات الثلاث التي تحظى بالأولوية، وهي النيل الأبيض، وكسلا، وسنار، بالإضافة إلى زيادة تغطية المواقع الخافرة التي تُبلغ عن أمراض في ولاية النيل الأبيض. كما ستقوم المنظمة بإنشاء مختبر مرجعي وتجهيزه في ولاية النيل الأبيض من أجل تشخيص فاشيات الأمراض والاستجابة لها على نحو أكثر فعالية.

ومن شأن هذا المشروع أن يُعزز التنسيق على المستوى الاتحادي من خلال تقوية مراكز عمليات الطوارئ والإجراءات التشغيلية الموحدة في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى تعزيز قدرات القوى العاملة الصحية على جميع المستويات.

وسيتناول المشروع أيضاً الركائز الرئيسية للتأهب لحالات الطوارئ من خلال تعزيز نظام الترصُّد والمختبرات في ولاية النيل الأبيض، وتعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها وعزلها في الهياكل الصحية، وتحسين قدرات التدبير العلاجي للحالات، وتعزيز الصحة وأفرقة الاستجابة السريعة في ولاية النيل الأبيض.

ووفقاً لاستعراض الاحتياجات الصحية الذي قامت به الأمم المتحدة في السودان لعام 2020، يحتاج أكثر من 8 ملايين شخصٍ إلى مساعدات صحية إنسانية، منهم 5 ملايين شخصٍ تستهدفهم التدخلات الصحية الإنسانية. فالكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات المستمرة، والفاشيات المتكررة للأمراض المنقولة عن طريق النواقل، والمياه، والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بالإضافة إلى جائحة كوفيد-19 باتت تُرهق نظاماً صحيا هشاً بالفعل. كما يتأثر تقديم الخدمات الصحية والاستجابة للطوارئ أكثر بالأزمة الاجتماعية-الاقتصادية الحالية.