كجزء من حملته للترشح لرئاسة بنك التنمية الافريقي كشف أمادو هوت، وزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون السنغالي الاسبق عن مقترح لإحداث تغيير كبير في كيفية تمويل إفريقيا لخططها التنموية بجانب خططه للبنك عبر سلسلة من اللقاءات الإعلامية .

ففي مقال رأي نشر مؤخرا على موقع “سيمفور”، عرض هوت استراتيجية جريئة تهدف إلى تسخير الموارد المالية المحلية الهائلة في أفريقيا لسد فجوة التمويل التنموي السنوية البالغة 400 مليار دولار، وتسريع وتيرة التحول في القارة حيث تسعى استراتيجية هوت إلى استخدام ثروات إفريقيا الكبيرة لدفع التنمية عبر دعوة القادة الأفارقة وأصحاب المصلحة إلى تغيير الرواية السائدة عن “افريقيا الفقيرة” والاعتراف بإمكانات القارة للنمو الممول ذاتيا.

ويرى هوت أنه ومن خلال تعبئة ما يقارب 2.5 تريليون دولار من الأفراد ذوي الثروات العالية، بالإضافة إلى 2 تريليون دولار أخرى من المستثمرين المؤسسين مثل صناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية وشركات التأمين، يمكن لافريقيا أن تطلق العنان لرأس مال تنموي كبير. 

وشدد هوت على أن الأدوات المالية المبتكرة والإصلاحات التنظيمية ضرورية لتسهيل تعبئة هذه الموارد المحلي كما أشار إلى أهمية إنشاء مجموعة قوية من المشاريع القابلة للتمويل وتخفيف مخاطر الاستثمارات لجذب التمويل وتحقيق تمويل مستدام للبنية التحتية في افريقيا .

وفي مقابلة أخرى مع مجلة فوربس افريقيا ، استعرض هوت أهدافه الرئيسية للبنك، بما في ذلك توسيع الوصول إلى الطاقة من خلال “مهمة 300”، وخلق فرص عمل للشباب والنساء وتعزيز التصنيع الصديق للبيئة. 

كما أبرز خططه لجعل البنك أكثر مرونة وكيف سيستفيد من خبراته السابقة كنائب ومبعوث خاص للرئيس ومحافظ لبنك التنمية الافريقي لتحقيق هذه الأهداف.

وفي ظل السياق الجيوسياسي الذي سيدفع إفريقيا للنظر إلى الداخل لتحقيق النتائج التي تحتاجها شعوبها، فإن التجارب السابقة لأمادو هوت تجعله قائدا مؤهلا لتولي مواقع تتطلب الابتكار وجعل البنك أكثر كفاءة ومرونة لتحقيق تأثير أكبر.

وفي حوار أيضا مع مجلة “أفريكان بيزنس”، أوضح هوت  أن أسلوبه الإداري القائم على النتائج سيمكنه من تنفيذ هذه الأفكار المبتكرة وترسيخ مكانة البنك في صميم التحول الاقتصادي في إفريقيا. 

وتمتد مسيرة هوت المهنية بين القطاعين العام والخاص، وتشمل خبراته إعادة هيكلة بنك في نيجيريا (UBA Capital)، وإنشاء صندوق الثروة السيادي السنغالي بجانب قيادة الاقتصاد السنغالي من خلال إجراء سلسلة من الإصلاحات وذلك بالاضافة لتمثيل الاتحاد الافريقي في اجتماعات رفيعة المستوى مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين.