المصدر: World Food Programme (WFP) |

أزمة غذا ئية متفاقمة تلوح في األفق في السودان وسط تدهور اقتصادي وحاالت نزوح وفقد للمحاصيل

KHARTOUM, السودان, 2022 مارس 23/APO Group/ --

حذرت كل من منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة )الفاو( وبرنامج األغذية العالم من أن التأثيرات المجتمعة الناجمة عن النزاع واألزمة االقتصادية وضعف الحصاد تؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول الناس على الغذاء ومن المرجح أن تضاعف عدد األشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد في السودان إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر 2022.

وقال إيدي رو، ممثل برنامج األغذية العالمي والمدير القطري في السودان: "هناك بالفعل عالمات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوفره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، مما يدفع عدد أكبر من الناس إلى المزيد من الفقر والجوع." .

في األشهر األخيرة، كان هناك ارتفاع في أعداد النازحين بسبب الصراع في أجزاء من دارفور ومنطقة كردفان. وقد أدى انعدام األمن إلى تآكل سبل كسب العيش، وألحق أضرا ًرا بالمزارع، وأدى إلى انتشار البطالة على نطاق واسع. 

وقد أدى انخفاض قيمة الجنيه السوداني باإلضافة إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والنقل إلى زيادة الصعوبة بالنسبة لألسر لتوفير الطعام على موائدهم . ومن المرجح أن يؤدي عدم إمكانية الحصول على العمالت الصعبة إلى مزيد من االنخفاض في قيمة الجنيه السوداني.

يشير تقرير بعثة تقييم المحاصيل واألمن الغذائي )CFSAM (الصادر عن منظمة األغذية والزراعة وبرنامج األغذية العالمي إلى أنه من المتوقع أن يكون اإلنتاج المحلي من الحبوب في الموسم الزراعي 2021/22 نحو 1.5 مليون طن متري. وهذا سيغطي فقط احتياجات أقل من ثلثي عدد السكان، مما سيترك الكثيرين يعتمدون على المساعدات الغذائية اإلنسانية وعلى واردات الحبوب األساسية بأسعار تفوق قدرة معظم الناس.

وقال باباغانا أحمدو، ممثل منظمة األغذية والزراعة في السودان: "ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المدخالت الزراعية األساسية مثل األسمدة والبذور يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر سوى التخلي عن إنتاج الغذاء إذا لم يتلقوا الدعم الفوري. ومن المحتمل أن يكون لذلك عواقب وخيمة ليس فقط على أمنهم الغذائي، ولكن أي ًضا على مدى توفر الغذاء في السودان وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من الصراع والنزوح." 

يبدو الوضع قات ًما بالنسبة للماليين ألن نظرا الصراع في أوكرانيا يتسبب في مزيد من االرتفاع في ً تكاليف الغذاء، حيث يعتمد السودان على واردات القمح من منطقة البحر األسود. وسيؤدي انقطاع تدفق الحبوب إلى السودان إلى زيادة األسعار وزيادة صعوبة استيراد القمح. وتبلغ األسعار المحلية للقمح حاليًا أكثر من 550 دوال ًرا أمريكي للطن - بزيادة قدرها 180 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

وأضاف السيد رو: " إن تداعيات الرصاص والقنابل التي تسقط على أوكرانيا ستظهر على نطاق واسع، بما في ذلك هنا في السودان، حيث من المتوقع أن تعاني العائالت أكثر بعد أن تصبح الوجبات األساسية رفاهية للماليين. ولكن في الوقت نفسه، يجد برنامج األغذية العالمي نفسه في موقف سيئ يتمثل في عدم وجود موارد كافية لتلبية االحتياجات المتزايدة." 

في عام 2021 ،كان برنامج األغذية العالمي يمثل شريان الحياة لنحو 9 ماليين شخص في السودان عانوا من االضطرابات السياسية وعدم االستقرار االقتصادي. وعالوة على المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، فإن الدعم النقدي ودعم سبل كسب العيش قد ساعد األسر ليس فقط على البقاء على قيد الحياة، ولكن أي ًضا على االزدهار. ولكن هذا العام، تنخفض مخزونات الغذاء التابعة لبرنامج األغذية العالمي في السودان بشكل خطير، ودون تمويل جديد ستبدأ في النفاد بحلول شهر مايو. وقد أدت أزمة التمويل، حيث بلغ العجز 270 مليون دوالر أمريكي، إلى إجبار برنامج األغذية العالمي بالفعل على إعطاء األولوية للفئات األكثر ضعفا سيحرمون ً من الفئات الضعيفة، مما يعني أن اآلخرين المحتاجين من الدعم ، وقد يكون من الضروري إجراء مزيد من التخفيضات إذا لم يتلق البرنامج أمواالً جديدة على ال فور.

في عام 2021 ،وصلت الفاو إلى ما يقرب من 5.1 مليون شخص من الفئات الضعيفة في السودان ووفرت لهم سبل كسب العيش المنقذة للحياة لتعزيز سبل كسب الرزق القائمة على الزراعة. وهذا العام، تحتاج الفاو 4.51 مليون دوالر أمريكي لدعم مليوني أسرة زراعية ورعوية ضعيفة وتمكينها من إنتاج غذائها، والحفاظ على ماشيتها حية ومنتجة، وتعزيز قدرتها على الصمود. وهناك حاجة إلى دعم عاجل لتوفير المدخالت الزراعية ال ضرورية لألسر الزراعية الضعيفة قبل بدء موسم الزراعة الرئيسي في يونيو حتى يتمكنوا من إنتاج ما يكفيهم من الغذاء واالعتماد على الذات.

زعتها APO Group نيابة عن World Food Programme (WFP).