أعلنت شركة فانتاج كابيتال- أكبر صندوق للدين الخاص في أفريقيا- أنها ستضخ قرض ميزانين يبلغ قيمته 23 مليون دولار أمريكي في مجموعة بيك الباتروس للفنادق.

وستستغل بيك الباتروس للفنادق القرض في تمويل رأس المال العامل، وأعمال التجديد والترميم التي تنفذها في العديد من الفنادق التي استحوذت عليها في الفترة الأخيرة.

وعن بيك الباتروس للفنادق، فهي مجموعة رائدة في مجال إدارة وتشغيل الفنادق في مصر، إذ يندرج تحت علامتها التجارية 15 فندقًا، تضم نحو 10 آلاف غرفة فندقية، تقع بالمدن السياحية الساحلية على البحر الأحمر، مثل الغردقة، وشرم الشيخ، وسهل حشيش، ومرسى علم. كما تدير الشركة فندقين في دولة المغرب.

وتتمتع المدن السياحية بالبحر الأحمر بشعبية متنامية، إذ أصبحت تجذب إليها أعدادًا كبيرة من السائحين، لا سيما من السائحين الأوروبيين المحبين للسياحة الشاطئية، الراغبين في قضاء عطلات بأسعار معقولة، في منتجعات سياحية، تتمتع بأجواء معتدلة على مدار العام، بالإضافة إلى توافر الرياضات والأنشطة البحرية المختلفة.

وفي الواقع، يتجه أكثر من نصف أعداد السائحين الزائرين لمصر مباشرة إلى المنتجعات السياحية على البحر الأحمر. وتجدر الإشارة إلى أن معدل السياحة في مصر قد سجل نموًا بأكثر من 140% خلال الفترة من 2016-2019. وقد ساهمت بيك الباتروس في نمو معدل السياحة في منطقة البحر الأحمر، وذلك عبر خططها التوسعية المستمرة في فنادقها، ذات تصنيف الأربع والخمس نجوم، التي تضم شواطئ خاصة، وحمامات سباحة، بالإضافة إلى أكبر ملاهٍ وألعاب مائية في المنطقة.

ونجحت مجموعة بيك الباتروس للفنادق في الاستحواذ على خمسة فنادق في الفترة الأخيرة، وستستغل جزءًا من التمويل الذي حصلت عليه من فانتاج كابيتال في أعمال تجديدها، قبل أن يُعاد افتتاح هذه الفنادق من جديد تحت العلامة التجارية لمجموعة بيك الباتروس.

ويعمل رئيس مجموعة بيك الباتروس للفنادق كامل أبو علي بجهد سعيًا لتحقيق رؤيته وخططه، التي تهدف إلى بناء اسم تجاري عالمي في عالم السياحة والفنادق، عبر سلسلة فنادقه على ساحل البحر الأحمر، وذلك منذ افتتاح مجموعة بيك الباتروس للفنادق أولى فنادقها بمدينة الغردقة في عام 1992. وفي هذا الصدد صرح كامل أبو علي: "بأننا قد وضعنا رؤية طويلة الأجل بشأن مقومات النمو في سوق الفنادق والضيافة في منطقة البحر الأحمر، ونجحنا بالفعل في تحقيق استراتيجية النمو، وذلك بالتوسع المستمر في عدد الفنادق التي تحمل علامتنا التجارية خلال الثلاثة عقود الماضية".

وأضاف أبو علي أن "فانتاج تشاركنا نفس الرؤية، وهي على استعداد تام لدعم مجموعتنا الفندقية بالتمويل الذي يمكّننا من الاستثمار في خططنا التوسعية، ورأس المال العامل على النحو الأمثل. كما نجحت فانتاج في الوفاء بالتزاماتها الخاصة بالجداول الزمنية لصرف التمويل، وأثبتت خلال تلك العملية مدى احترافيتها، وأنها شريك يمكن الوثوق به".

من جانبه، قال دافيد كورنيك، المدير الاقليمي في شركة فانتاج كابيتال، إنه "رغم الأضرار الجسيمة التي ألحقها تفشي جائحة كورونا بقطاع الفنادق والضيافة عالميًا طوال العام الماضي، فإننا نرى أن مقومات النمو طويلة الأجل لمجموعة بيك الباتروس للفنادق لم تتأثر على الإطلاق. ويؤكد الأداء القوي للمجموعة خلال الشهور الأخيرة على جاذبية عروضها وشهرة الشركة في السوق العالمي".

وتابع كورنيك "ومع بدء توزيع لقاح فيروس كورونا على نطاق واسع، فإننا نتوقع تعافي السياحة بقوة عالميًا، كما تعتبر مصر مهيأةً إلى حد كبير للاستفادة من ذلك التعافي خلال الأعوام المقبلة".

وتمثّل الصفقة مع بيك الباتروس للفنادق الاستثمار رقم 31 بالنسبة لشركة فانتاج كابيتال، وذلك على مدار ثلاثة أجيال من صناديق التمويل بآلية الميزانين، إذ تمتد محفظة تمويل فانتاج كابيتال حاليًا في 11 دولةً أفريقية.

ويقول وارن فان دير ميروي، الشريك الإداري بشركة فانتاج كابيتال، "إن الصفقة مع بيك الباتروس تعتبر أول استثماراتنا في مصر، التي يفوق تعداد سكانها المئة مليون نسمة، وتتمتع باقتصاد يحقق معدلات نمو عالية. لذا، فإننا ننظر إليها (مصر) على أنها تحظى بمقومات قوية، كما إنها إضافة قيّمة لخريطة استثماراتنا. وتمثّل السياحة قطاعًا بالغ الأهمية للاقتصاد المصري. ومن ثم، فإننا فخورون بدعم إحدى المجموعات المحلية الرائدة بقطاع الفنادق والضيافة في البلاد".

وتعتبر الصفقة مع بيك الباتروس للفنادق ثالث استثمار لشركة فانتاج كابيتال في قطاع السياحة، وذلك بعد تمويل عملية تشييد فنادق جديدة في أوغندا، بواقع 141 غرفة فندقية، وناميبيا، بواقع 181 غرفة فندقية.

وتؤمن شركة فانتاج كابيتال بمقومات النمو طويلة الأجل الكامنة بقطاع السياحة في أفريقيا، الذي يمثل 5% فقط من سوق السياحة العالمية في الوقت الحالي. وأفادت منظمة التجارة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن نحو 67 مليون سائح قد زاروا أفريقيا في عام 2018، بزيادة 7% مقارنة بالعام السابق، الأمر الذي يجعل أفريقيا ثاني أسرع الأقاليم نموًا، بعد منطقة آسيا والمحيط الهادي.

ويتوقع معهد بروكينجز، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، أن تصل أعداد السائحين الوافدين إلى أفريقيا إلى 134 مليون سائحٍ بحلول عام 2030، وأن يصل حجم الإنفاق الاستهلاكي على السياحة، والإقامة الفندقية، وسياحة الترفيه والاستجمام 262 مليار دولار أمريكي، مقابل 138 مليار دولار أمريكي في عام 2015، وهذا سيؤدي إلى خلق ملايين من فرص العمل، وسيحقق أرباحًا بالعملة الصعبة، تُقدر بمليارات الدولارات.

تولت زيلا كابيتال دور المستشار المالي لشركة بيك الباتروس للفنادق خلال الصفقة، فيما تولى معتوق بسيوني وحنّاوي من مصر، وويركسمانس في جنوب أفريقيا مهمة المستشار القانوني.