أشارت ’جيه إل إل‘، شركة الاستثمارات والاستشارات العقارية الرائدة على مستوى العالم، في تقريرها السنوي لعام 2018 إلى أن السوق العقارية في الدار البيضاء قد حافظت على استقرارها وأدائها الاستثماري المتقدم في جميع القطاعات بعد الإعلان عن إطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة خلال العام الماضي.

وتشير توقعات ’أوكسفورد إيكونوميكس‘ أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمغرب سينمو بنسبة 3.3% في عام 2019 نتيجة توسع القطاع الصناعي وانتعاش الحركة السياحية، فضلاً عن ارتفاع مستويات الإنفاق الاستثماري. ونتيجةً لذلك، سيواصل قطاعا الضيافة والتجزئة أداءهما الجيد، لا سيّما مع الخطط الجديدة والمرتقبة في عام 2019. وبحسب بيانات المكتب الوطني المغربي للسياحة لعام 2018، هناك زيادة ملحوظة بنسبة 8.5% في أعداد السيّاح الوافدين مقارنةً بعام 2017.

وحافظ الأداء الفندقي على وضعه المستقر إلى حدّ كبير في عام 2018، ويشهد قطاع الضيافة حالياً نمواً ملحوظاً بعد التعاون مع شركات تشغيل عالمية جديدة. وذلك بالتزامن مع ارتفاع مستوى الانفاق الاستثماري في هذا القطاع وتحسّن البنية التحتية، تحرص الدار البيضاء على تعزيز مكانتها كوجهةٍ رائدةٍ في قطاعات الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض وسياحة الأعمال في المنطقة.

وفي معرض تعليقه على ذلك، قال كريغ بلامب، رئيس قسم الأبحاث في ’جيه إل إل‘ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تركز الحكومة على تطوير المواقع السياحية والبنية التحتية في المدينة، حيث يتم حالياً تنفيذ العديد من مشاريع التأهيل، بما فيها جسر سيدي معروف والمسرح الكبير، فضلاً عن إعادة تطوير المواقع الساحلية. وسيشهد قطاع الضيافة في الدار البيضاء مزيداً من النمو والازدهار مع دخول مشاريع عالمية جديدة إلى السوق المغربية".

وتبقى حالة التغيرات المرتبطة بتفضيلات المستهلكين الآخذة بالنمو مسيطرةً على واقع قطاع تجارة التجزئة؛ إذ يحرص المعنيون بتطوير منتجات التجزئة اليوم على الاستجابة للطلب المتغير عبر توفير مجمعات متكاملة تضم المزيد من المرافق الترفيهية. وتمهد الحالة المستقرة التي حافظ عليها قطاع التجزئة خلال عام 2018 لزيادة مساحة أقسام التجزئة في المراكز التجارية، ما يمنح المستأجرين خيارات متنوعة في المستقبل.

هذا ولم تحافظ سوق العقارات التجارية في الدار البيضاء على الأداء القوي الذي شهدته خلال النصف الأول من عام 2018، حيث تراجع الأداء بشكل واضح في النصف الثاني من العام. وبشكل عام، استقر متوسط الإيجارات حول معدله في المناطق الرئيسية خلال الأشهر الستة الماضية. كما يؤكد إصدار شركة العقارات التجارية ’أراضي كابيتال‘ لسندات مالية بقيمة 600 مليون درهم مغربي ونجاح الطرح الأول للاكتتاب العام الذي أعلنت عنه شركة العقارات ’إيمورانت‘ في هذا العام على ثقة المستثمرين الكبيرة في هذا القطاع. ومع انطلاق الاستثمارات العقارية الجديدة في السوق الاقتصادية، من المتوقع أن تحافظ السوق التجارية على نموها ونشاطها في المستقبل.

ويواصل القطاع الصناعي في الدار البيضاء استقطاب المشغلين بفضل شبكة الطرقات ومرافق المطار والميناء المشيدة بشكل جيد، ويعود ذلك إلى العمليات الجارية لتجديد البنية التحتية. كما يحافظ متوسط الإيجارات الصناعية على استقراره، ليتيح فرصة دخول مستثمرين ومالكين جدد إلى السوق.

 يمكنكم تنزيل النسخة الكاملة من التقرير هنا.