أكدت شركة الأبحاث العقارية ’جيه إل إل‘، شركة الاستشارات والاستثمارات العقارية الرائدة على ظهور مؤشرات إيجابية واضحة في قطاع المباني والعقارات التجاريّة بمدينة الدار البيضاء وفقاً لنتائج تقريرها الخاص بأداء سوق العقارات للنصف الأول من عام 2018.

وقد استمدت التوجّهات الإيجابيّة في السوق زخماً أكبر من إجراءات زيادة رأس المال التي اتخذتها ’إمورينت إنفست‘، شركة الاستثمار الأولى والفريدة من نوعها؛ التي تأسست على شكل صندوقٍ للاستثمار العقاري، والتي جمعت 400 مليون درهم مغربي لتمويل المزيد من مشاريعها الاستثماريّة.

وبحسب نتائج التقرير، تم استكمال بناء عددٍ قليل من المباني التجارية خلال النصف الأول 2018، مما رفع إجمالي المعروض من المكاتب إلى نحو 1.74 مليون متر مربع من المساحة الإجماليّة القابلة للتأجير. كما ارتفع متوسط الإيجارات بشكلٍ نسبي خلال نفس الفترة، في حين تواصل انخفاض المعروض من المساحات والوحدات الشاغرة ضمن المباني المكتبيّة الرئيسية ومجمعات المكاتب المتكاملة. ويرجح التقرير أيضاً نمو المبيعات وحجم الصفقات في قطاع العقارات التجاريّة، مع التركيز بشكل خاص على الأصول المُدّرة للدخل.

تعليقاً على ذلك، قال كريغ بلامب، مدير الأبحاث في شركة ’جيه إل إل‘ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يواصل المستأجرون في قطاع المباني التجاريّة تسجيل نقصٍ في المعروض من المساحات المكتبية عالية الجودة، الأمر الذي أدى إلى تزايد الطلب على المساحات المكتبية عالية الجودة في مدينة الدار البيضاء. وقد أصبح هذا الاتجاه واضحاً على نطاقٍ أوسع، خصوصاً وأن الشركات تسعى وبشكل متزايد إلى تحسين تجارب ورفاهية وأداء الموظفين لديها".

من المتوقع أن تشهد السوق إضافة مزيدٍ من المباني المكتبيّة قبل نهاية العام الجاري، ليصل بذلك إجمالي المعروض من المساحات المكتبية إلى 1.76 مليون متر مربع. وتشتمل محفظة المشاريع البارزة قيد الإنشاء حالياً على ’مركز هورايزون للأعمال‘، ومبنى ’سي سي إف‘ المكتبي، ومركز ’جرين ووركس سنتر‘. وفي حال بقيت أعمال البناء والإنشاءات متماشية مع الوقت المتوقع للتسليم، فإن إجمالي المساحات المكتبية القابلة للتأجير سيصل إلى 1.86 مليون متر مربع بحلول نهاية عام 2020".

من جهة ثانية، شهد قطاع التجزئة زيادة طفيفة في حجم المعروض، بالتزامن مع استكمال بناء مجمّع تجاري يضم 5 آلاف متر مربع من المساحات الإجماليّة القابلة للتأجير. كما حافظ متوسط الإيجار (بالنسبة لعقود التأجير الجديدة) في مراكز التسوق الرئيسية على استقراره خلال النصف الأول من عام 2018، في حين ارتفعت إيجارات متاجر التجزئة الراقية بنسبة 9٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

من ناحية أخرى، تحسّن الأداء العام لسوق الفنادق بشكلٍ نسبي خلال النصف الأول 2018 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ويقترن الأداء الإيجابي للسوق خلال عام 2018 مع تطبيق عددٍ من برامج الترويج الجديدة الموجهة لمسافري الترفيه والأعمال، وهو ما ساهم في رفع أعداد الزوار القادمين إلى المدينة.

وبعد إعلان المكتب الوطني المغربي للسياحة عن افتتاح مكتبٍ جديد له في الصين، شهدت الدار البيضاء زيادةٍ في أعداد السياح الصينيين؛ وبالتالي سيساعد هذا النموذج- حال تكرار تطبيقه في الهند- على ضمان تدفقات إيجابية من الزوار من الهند بما ينسجم مع نفس الاتجاهات الإيجابية.

كما وساهم بدء تنفيذ ’مخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020‘ في تحقيق أثر إيجابي على القطاع الصناعي؛ حيث لعبت هذه الخطة دوراً مهماً في زيادة الصادرات وتحديث البنية التحتية الصناعية، بالإضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية لمدينة الدار البيضاء على مستوى المنطقة.