يف يمكننا العمل معا للمحافظة على مواقع الجزائر الأثرية الغنية وآثارها للأجيال القادمة؟ هذا السؤال كان محور النقاش في المؤتمر الإقليمي لأمن مواقع التراث بين الرابع والسابع أكتوبر. حيث شارك واحد وعشرون مسؤولا من وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، بالإضافة إلى 16 مسؤولا من وزارات الثقافة في كل من ليبيا، تونس ومصر.

نظمت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة الثقافة والفنون المؤتمر، والذي كان من المزمع إجرائه بحضور المشاركين شخصيا، غير أنه تم تغييره إلى مؤتمر افتراضي بسبب اعتبارات خاصة بوباء كورونا-19. قدم خبراء في المجال من دائرة المتنزهات الوطنية ومكتب إدارة الأراضي وفريق مكافحة جرائم الفن التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي والأمن الداخلي عروضًا تقديمية في المؤتمر، بالإضافة إلى خبراء جزائريين من المتحف الوطني الجزائري للآثار، المتحف الوطني الجزائري البحري، المحمية الوطنية للأهقار والديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية (OGEBC). انخرط المشاركون في نقاشات تفاعلية حول أفضل الممارسات للحفاظ على مواقع التراث الثقافي، بمساعدة الترجمة الفورية إلى اللغتين العربية والفرنسية.

في كلمته الافتتاحية، صرح القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، السيد غوثام رانا: “نأمل من خلال هذا المؤتمر أن نفكر معا في طرق جديدة لحماية تراثنا الثقافي المشترك”.

كما صرح السيد سعدان عيادي، مدير التعاون بوزارة الثقافة والفنون الجزائرية، في كلمته قائلا: ” إن حماية الممتلكات الثقافية هو أولوية أولى”.

كما مثل المؤتمر انطلاق حملة توعية عمومية حول أهمية حماية مواقع التراث الثقافي الجزائري. يمثل هذا المؤتمر جزءا من مذكرة تفاهم موقعة في سنة 2019 بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية حول حماية الممتلكات الثقافية ومكافحة النهب.

كجزء من اتفاقية تطبيق مذكرة التفاهم، تبرعت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا بمعدات إلى موقع التراث الثقافي بتيبازة، من ضمنها أعمدة إنارة حول المسرح الروماني، كاميرات خارجية لمراقبة الأنحاء، بالإضافة إلى نظام لاسلكي للكشف عن الحرائق للمتحف. كما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل وثيق مع الجزائر في مشاريع الحفاظ على التراث الثقافي بما في ذلك الآثار الرومانية في جميلة والفسيفساء في متحف الآثار.