المصدر: Food and Agriculture Organization (FAO) |

استحداث وظائف لائقة ومجزية لشباب المناطق الريفية يساهم في ازدهار أفريقيا

يدعو المدير العام للفاو إلى استكشاف الفرص على طول سلسلة إمدادات الغذاء بما في ذلك أسواق الغذاء في المناطق الحضرية

KHARTOUM, السودان, يناير 22/APO Group/ --

أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأم المتحدة جوزيه غرازيانو دا سيلفا اليوم على أن الزراعة ستستمر في توليد فرص العمل في أفريقيا خلال العقود المقبلة، إلا أنه يجب استكشاف الفرص في مجالات تتعدى الزراعة عبر سلاسل إمدادات الغذاء لاستحداث الوظائف للشباب خاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية.

وقال غرازيانو دا سيلفا: "على الدول أن تشجع التحول الريفي والهيكلي الذي يجمع ما بين النشاطات الزراعية وغير الزراعية التي تقوي" الروابط بين المناطق الريفية والمدن. ويشمل ذلك عمليات معالجة وتعبئة ونقل وتوزيع وتسويق الغذاء وتقديم الخدمات، خاصة الخدمات المالية وخدمات الأعمال.

وجاءت تصريحات غرازيانو دا سيلفا خلال مؤتمر الفاو الإقليمي لأفريقيا والذي يتمحور بشكل رئيسي حول فكرة استحداث فرص عمل لائقة ومجزية في القارة الأفريقية التي تعتبر أكثر القارات "شباباً" من حيث معدل عمر سكانها.

وتشير التقديرات إلى أنه يجب استحداث ما يصل إلى 12 مليون وظيفة جديدة كل عام لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل خلال العشرين عاماً المقبلة. وفي الوقت الحالي تعتمد 54 في المائة من القوة العاملة في أفريقيا على القطاع الزراعي للحصول على سبل المعيشة والدخل والتوظيف خاصة في الأسر الزراعية.

وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى برنامج الفاو الإقليمي "البرنامج الخاص بشأن عمالة الشباب: توفير فرص عمل لائقة في القطاع الزراعي وغير الزراعي" والذي يتعدى استحداث الوظائف في القطاع الزراعي ويسعى إلى تطوير القدرات وتوسيع المقاربات الناجحة من خلال صياغة البرامج وإقامة الشراكات.

وقال المدير العام للفاو: "أصبح إقامة الشراكات الاستراتيجية مهماً الآن أكثر من أي وقت مضى لتجمع ما بين الاتحاد الأفريقي وبنك التنمية الإفريقية ونظام الأمم المتحدة وغيرهم من شركاء التنمية".

وحذر من أن أسواق المناطق الحضرية الأكثر ربحية يمكن أن تقود إلى تركيز انتاج الطعام في مزارع تجارية كبيرة، وأن تخلق سلاسل قيمة تهيمن عليها كبرى شركات معالجة الأغذية وكبار تجار التجزئة.

وقال: "في هذا السياق يحتاج أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر الزراعية إلى سياسات وأنظمة محددة. ويشمل ذلك توفير الوصول إلى المدخلات والقروض والتكنولوجيا وتحسين قوانين حيازة الأراضي"، مؤكداً على أن برامج الحماية الاجتماعية مثل تحويل النقد يمكن أن تربط شراء الأغذية بإنتاج الأسر الزراعية.

الجوع وزيادة الوزن والبدانة

لا يزال هدف القضاء على الجوع على رأس أولويات الفاو، وهو هدف تشترك فيه مع القادة الأفارقة الذي التزموا من خلال إعلان مالابو بالقضاء على نقص التغذية المزمن في القارة الأفريقية بحلول عام 2025. وفي دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعاني شخص واحد تقريباً من بين كل أربعة من نقص التغذية.

وفي كلمته أكد غرازيانو دا سيلفا على أنه تحقيقاً للهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، فإن القضاء على الجوع يحتاج إلى أن يسير جنباً إلى جنب مع القضاء على جميع أشكال نقص التغذية والتي تنعكس في آفة زيادة الوزن والبدانة المنتشرة حالياً في العالم.

وقال غرازيانو دا سيلفا: "الوضع في أفريقيا هنا مقلق"، مستشهداً بتقديرات منظمة الصحة العالمية بأن الأمراض المرتبطة بالبدانة قد تصبح القاتل الأكبر في أفريقيا بحلول عام 2030.

وأكد أن تسارع وتيرة التحضر واستهلاك الأغذية المعالجة بنسبة مرتفعة هما العاملان الرئيسيان وراء ارتفاع معدلات زيادة الوزن والبدانة. ومع ذلك فإن العديد من سكان أفريقيا لا يدركون أن بعض أنواع الأغذية ليس صحياً، أو أن زيادة الوزن تشكل خطراً على الصحة.

ودعا إلى ضرورة "التحرك على جبهتين" والتركيز على إنتاج واستهلاك الأغذية الصحية، داعياً إلى أن تكون الحملات الإعلانية والتثقيفية الخاصة بمنتجات الأغذية أكثر مسؤولية. وأضاف: "يحب أن يدرك الناس ما هو الغذاء الصحي والغذاء غير الصحي، كما يجب تشجيعهم على تناول الأغذية الصحية".

الفاو تساعد الدول على مواجهة التغير المناخي
وتطرق غرازيانو دا سيلفا كذلك إلى مسألة التغير المناخي وغيرها من المسائل الملحة في أفريقيا، وكيف تستجيب الفاو وشركاؤها لهذه المسائل.

وقال إن الفاو تعمل بشكل وثيق مع مجموعة كبيرة من الدول حول العالم التي طلبت رسمياً مساعدة المنظمة للحصول على تمويل من صندوق المناخ الأخضر. وفي أفريقيا تدعم الفاو حالياً تطوير ستة اقتراحات لمشاريع كاملة في بينين وغامبيا وكينيا وجمهورية الكونغو وتنزانيا، إضافة إلى العديد من اقتراحات "الاستعداد".

الحاجة إلى مزيد من التمويل لمواجهة آفة دودة الحشد الخريفية

تتأثر أفريقيا بشكل خاص بالتغير المناخي الذي يسهم في زيادة انتشار الحشرات والأمراض. ومثال على ذلك دودة الحشد الخريفية التي سُجل ظهورها أول مرة في القارة في 2016، بحسب ما قال المدير العام للفاو. وتؤثر دودة الحشد الخريفية، التي يمكن ليرقاتها أن تقطع ما يصل إلى 100 كيلومتر في الليلة الواحدة، على محصول الذرة وكذلك الأرز والذرة الرفيعة (السرغوم) إضافة إلى القطن وبعض الخضروات.

وتتصدر الفاو الجهات التي تكافح تهديد دودة الحشد الخريفية وأطلقت مؤخراً دليلاً توجيهياً مفصلاً للمزارعين حول كيفية التعامل مع هذه الآفة العابرة للحدود. كما طورت الفاو تطبيقاً للهواتف الذكية وهو نظام لرصد والإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية يدعى FAMEWS ويتيح للمزارعين رصد ومراقبة وتتبع انتشار دودة الحشد الخريفية مباشرة في حقولهم. وبدأ استخدام التطبيق في مدغشقر وجنوب أفريقيا وزامبيا، وسيتم تعميم استخدامه في باقي دول أفريقيا بنهاية فبراير/شباط.

ويهدف برنامج الفاو لمواجهة دودة الحشد الخريفية والذي يدعمه الاتحاد الأفريقي إلى جمع التمويل الضروري للغاية، بحسب غرازيانو دا سيلفا الذي أضاف: "حتى الآن تم جمع 13 مليون دولار، وقد ساهمت الفاو بمبلغ 10 ملايين دولار من ميزانيتها، ولكننا نحتاج إلى المزيد".

زعتها APO Group نيابة عن Food and Agriculture Organization (FAO).